الحـــضارة العــربيــه و العالـــم

التُّراثُ الحَضَارىُّ كُلٌّ مُتَكَاملٌ، فجَميعُ الأُمَمِ القديمةِ اسْتَفَادتْ مِن غَيْرِها، وأَفَادتْ غَيْرَها، فما تَرَكَهُ اليُونَانُ من فَلسَفةٍ وعُلومٍ كانَ مُمَهِّدًا لانْطلاقِ الحَضَارةِ العَرَبيَّةِ، ولولا الحَضَارةُ العَرَبيَّةُ لبَدَأتِ الحَضَارَةُ الأُوربيَّةُ من نُقْطَةِ الصِّفْرِ.

■ وَقد كانَ للعَرَبِ إنْجَازاتٌ عَظيمةٌ فى كُلِّ المجَالاتِ:

أ‌- عِلْمُ الجَبْرِ ومَا قَامَ بهِ الخَوارزمىُّ من وضعٍ لأُُصولِ علمِ الجبرِ الذى لم يستفِدْ بهِ الَعَربُ فقط بلِ اسْتَفَادتْ بهِ أوربا.


ب‌- فى مَجَالِ الكيمياء كانِ للعربِ جُهودُهم العَظيمةُ فقد عَرَّفوا العالمَ عملياتِ التَّقطيرِ والتَّرشيحِ والتَّذويبِ والأحماضِ وغيرها. والمركباتِ التى تَقومُ عليْها الصِّناعَاتُ الحَديثةُ.


ج- وفى الطبِّ والصَّيْدَلَةِ: كانَ لهُم الفَضْلُ فى تطويرِ عِلْمِ الجِرَاحَةِ واسْتَنْبَطوا أنْواعًا من العَقَاقيرِ وعرَّفوا خصائِصَها، وقد شَجَّعَ الخُلَفَاءُ العَرَبُ العُلَمَاءَ على ذَلِكَ.


د - وفى مجالِ الفَلْسَفةِ ساهَمَ الفلاسفةُ العربُ كـ «ابن رُشْد» فى توجيهِ الفِكْرِ الفلسفىِّ الغربىِّ.


هـ‌- وفى فَنِّ الزَّخارفِ والخُطوطِ العربيَّةِ: كانَ للعرَبِ إبداعُهم الرائِعُ فى هذا المَجَالِ حتى إنَّ أوربا كانَتْ تُقَلِّدهُم فى هذا المجَالِ وهَكذا كانَ لكلِّ هذهِ الابتكاراتِ والإنجازَاتِ فَضْلٌ عَظِيمٌ على الحَضَارةِ الإنْسانِيَّةِ، ولكِنْ يجبُ على الأُمَّةِ العربيَّةِ اليومَ ألا تعيشَ عِبْئًا على ما حَقَّقَهُ الأجْدَادُ ولكنْ علينا أن نُتَابعَ السَّيرَ والعَمَلَ بهمَّةٍ حتى نَلحَقَ بركْبَ التَّقَدُّمِ ونَمتَلِكَ مُقوِّمَاتِ العِلْمِ.